[center]من صفات الله تعالى
الوجود
الوجود صفة قائمة بذات الله تعالى ,وهي أولى الصفات الذاتية , وصفة الوجود إلهية, لا شريك له فيها
فاذا نظرنا الى المبادئ العقلية نجد أن صفة الوجود واجبة له تعالى ,أما صفة الوجود بالنسبة للإنسان او
الأشياء ,فهي جائزة لا واجبة ,لان ما يمكن تصور وجوده وعدمه على السواء لن يكون واجبا للوجود أصلاً .
فواجب الوجود هو مانح الوجود لمن شاء بما شاء ,وهو وحده مالك الوجود وما ظهر من مظاهر قدرته - يكون
هو سبحانه - القائم به ,ومن ثم نفهم معنى قوله تعالى (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) (سورة الرعد - آية 33)
وقوله (الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم) (سورة آل عمران -آية 22) والقيوم صيغة مبالغة من قائم .
فالله سبحانه هو واجب الوجود ,وكل ما سواه ممكن الوجود , لنفي الاشتراك في الصفة الذاتية ,ومعنى هذا ان الإنسان
لا يملك وجود نفسه بل هو ممكن سلبه اياه دون الرجوع الى رأيه وانتظار مشيئته ,والوجود الواجب ليس مسبوقا بعدم ,
وكل وجود مسبوق بعدم ,وهو وجود ممكن لله تعالى صفات كونية متعلقة بالكون والمكونات تعلقا بغير انقاطاع ,ولا يتعطل
وانما ابدا سرمدا وبلا نهاية وهذه الصفات سبع هي :كونه تعالى قادراً ,مريداً ,عالماً , حياً , سميعاً , بصيراً ,ومتكلماً .
القِدم
الله تعالى قديم لا سابق له ,والقِدم نوعان :قِدم مطلق ازلي ,وقدم نسبي حادث ,فالأول :هو قِدم الله تعالى ,اذ لا أول للأول
ولا آخر للآخر ,والقِدم الثاني :كقدم ثوبك القديم على ثوبك الجديد ,وترتبط صفة القِدم الأولية كما ترتبط الصفة التالية ,
وهي البقاء بالآخرة ,فهوتعالى قديم أزلي باق أبدي سرمدي ,والقِدم معناه الأزلية ,يعني عدم الاولية وهي صفة لله تعالى
وحده ,أما القِدم النسبي فهو للكائنات التي يجري عليها حكم الزمانية والجسمية ,وللجسمية المكان ,ويقال فيه : أين ؟
والزمان ويقال فيه :متى ؟ والمكان لتنزهه عن الجسمية ,وبالتالي لا يسأل عنه بكيف ؟لعدم الكيفية ولا بالانفعال ,لانه سبحانه
لا ينفعل لمخالفته تعالى للحوادث .
وصفة القِدم يقابلها صفة البقاء ,فالقديم الأزلي باق أبدي ,وحيث انه فوق الزمان والمكان فالأزلية والأبدية ,والأولية والآخرية ,
اعتباران نسبيان ,وهو تعالى منزه عن النسب والاعتبارات ,فالأول هو الآخر ,والباطن هو الظاهر ,فلزمت الوحدانية المُطلقة
حتى عن قيد الإطلاق .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته