بعضهم يقول: " الحرية غير موجودة, هناك الحريات".
وآخرون يقولون: " الحرية هي استنشاق الهواء بكامل الرئتين دون مضايقة, هي ملح الحياة, قصيدة, بهجة العيش".
وغيرهم يقول: " كل تعريف للحرية يتضمن تحديداً لأبعادها".
وهناك من يقول: "الحرية نضال وهمي من أجل السعادة, وتفتح الذات, والحلم والتسامح والخلود"
وتعريف آخر يقول:" الحرية امرأة تضع مولودها دون ألم,
طفل يتناول طعامه
جنرال يلعب بالكرة
وزير العدل في الحقول"
وهذا أيضاً تعريف: " حريتي هي حرية الشجرة التي تتسامح مع كل الرياح, أتشبث بها كما تتشبث
الشجرة بجذورها العميقة, إنها لا تضيع ولا تتبدد, لأنها داخلية, فقط الموت يسقطها
في اليوم الموعود".
أنا مع التعريف الأخير, لأن الحرية الداخلية هي ما يعنيني وما أهتم به, والطريق الوحيد للوصول إلى الحرية الداخلية هي المعرفة, معرفة العالم ومعرفة الذات, إذ لا يوجد حرية بدون معرفة, ومن يتمكن من تقشير طبقاته النفسية طبقة إثر طبقة,( كما تقشّر البصلة) للوصول إلى اللبّ, يصبح بإمكانه تغيير ما لا يعجبه من صفاته, وتعزيز ما يودّ تعزيزه, بذلك يستطيع أن يكون "سوبر مان", أو يمكنه أن يكون إلهاً, إذا أراد, ويكون بمكنته تطويع حياته وتوجيهها الوجهة الصحيحة.
وعندما يكون الإنسان حراً يصبح أشدّ التزاماً, وأكثر شعوراً بالمسؤولية, ويتحتم عليه أن يختار القرار الصحيح ويكون مسؤولاً
عن اختياره.
والإنسان الحر يكون حراً حتى داخل السجن, اما العبد فلا يعرف ماذا يفعل بحريته إن أعطيت له, ويظن أن الحرية هي
أن يفعل ما يريد دون قيود ودون ضوابط.