من الخطأ أن نلغي العادات والتقاليد للشعوب، ولكن الصواب أن نحاول تغيير العادات والتقاليد التي تخالف منهج الإسلام، أما وجود العادات والتقاليد في حياة الإنسان فهي رمز لهويته، والعادات كذلك مفيدة في الحفاظ على مرجعية الإنسان وثقافته، ولكن متى تكون العادة دكتاتورية؟
إنها تكون كذلك عندما يعمل بها الناس وإن كانت مخالفة للشريعة الإسلامية، ومن أمثلة ذلك في واقعنا المعاصر:
1- عدم النظر للمخطوبة.
2- حصر زواج بنت العم بابن عمها.
3- غلاء المهور.
4- عدم تزويج البنت الصغيرة قبل الكبيرة.
5- حرمان المرأة من الإرث.
6- عدم زواج الأصيل من غير الأصيل .
وغير ذلك من العادات التي تخالف الإسلام وما زالت موجودة إلى اليوم، وإننا لا نريد أن نستدل من الشريعة بما يخالف كل عادة مما ذكرنا، ولكننا أحببنا أن نذكرها على سبيل المثال لا الحصر، فالأمر ليس بسهل ويحتاج إلى وقت وصبر، وقد ذكر د. مصطفى السباعي قوة العادة فقال: كم عظيم هزم الجيوش، وهزمته عادة سيئة.
وقال كذلك: أقسى أنواع الاستعمار: استعمار العادة للإنسان.
وأحببت أن أنقل لكم قصة ثلاث هنديات لنتعرف على مأساتهن بسبب العادات الاجتماعية التي تخالف الدين.
أقدمت ثلاث أخوات هنديات على الانتحار بتناول مبيد للحشرات، وقال ناطق باسم الشرطة في بومباي: إن والد المنتحرات أعلن أنه لم يتمكن من العثور على زوج لابنته الكبرى، ورفض السماح لابنتيه الآخريين بالزواج طالما لم تتزوج الأولى.
فهذه قصة من آلاف القصص التي ذهبت ضحيتها فتيات بسبب ( دكتاتورية الأعراف). .
قال معروف الرصافي:
كل ابن آدم مقهور بعادات
لهن ينقاد في كل الإرادات
عوائد عمت الدنيا مصائبها
وإنما أنا في تلك المصيبات
إن العوائد كالأغلال تجمعنا
على قلوب لنا منهن أشتات
الحر من خرق العادات منتهجاً
نهج الصواب ولو ضد الجماعات
ومن إذا خذل الناس الحقيقة عن
جهل، أقام لها في الناس رايات
ولم يخفف في إتباع الحق لائمة
ولو أتته بحد المشرقيات
وعامل الناس بالإنصاف مدرعاً
ثوب الأخوة من نسج المساواة
فأغبي البرية أوفاهم لعادته
وأعقل الناس خراق لعادات